هل تستطيع أن تكون كالماء؟؟

هل تستطيع أن تكون كالماء؟؟

نعم كالماء

::

واسع الصدر والأفق

ألا ترى أنه لا يميّز حين يتساقط بين قصور الأغنياء

وأكواخ الفقراء

::

ليناً كالماء

يسكب في أوعية مختلفة الأشكال فيغيّر شكله دون أن يبدّل تركيبه

::

نقيّاً كالماء

ألا ترى أن البحر طاهر مطهر لا يكدّره شيء

::

حكيماً كالماء

ألا ترى أنه إذا اشتد الحر تبخّر وانطلق نحو السماء ثم تكاثف وعاد إلى الأرض في قطرات المطر

::

صبوراً كالماء

ألا ترى كيف تندفع الأمواج نحو الصخور مرة بعد أخرى

قرناً بعد قرن

حتى تترك آثارها في الصخر الأصم

::

ودوداً كالماء

ألا ترى كم هو لطيف ذلك الندى الذي يظهر كل صباح

::

ومتواضعاً كالماء

ألا ترى أنه ينزل من أعالي السماء ويختبئ في أعماق الأرض

عطاء بلا حدود … هل أنت أنثى؟

قالت: ( تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه وناضحه, فكنتُ أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه وأدق النوى لناضحه وأعلفه، وأستقي الماء وأخرز غربه وأعجن، وكنت أنقل النوى على رأسي من ثلثي فرسخ, حتى أرسل إليّ أبو بكر بجارية فكفتني سياسة الفرس فكأنما أعتقني ) رواه البخاري ومسلم.

عزيزتي المرأة المسلمة ( هل عرفت من تكون هذه المتكلمة ؟ )
إنها أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها تصف لنا حالها وعطاءها الذي يوصف بأنه (بلا حدود) و(بلا مقابل).
فقد تزوجت أسماء الزبير بن العوام رضي الله عنه وما كان له مال ولا خادم, وكانت تعيش مع الزبير في بداية حياتها في خشونة من العيش كما رأينا، تعلف الفرس وتسوسه, وتدق للبعير وتعجن وغيرها, ولم يكن عندها خادم ليكفيها سياسة الفرس حتى بعث إليها أبو بكر بخادم فكأنما أعتقها .
وما هي إلا سنوات وفتح الله على زوجها أبواباً من رزقه, وبعد أن كان ليس عنده خادم ( أصبح عنده ألف مملوك ) وأصبح ماله من الكثرة حتى ( أقتسم على أربعين ألف ألف )
ولكن قبل أن يرزقه الله تعالى هذا الرزق الوفير؛ وقفت أسماء بجانبه وساعدته بما تملك من طاقة وقوة, وصبرت الصبر الجميل الذي يصاحبه الرضي بقضاء الله, والثقة فيما عند الله .
ولا شك أن عطاء المرأة يحتاج إلى الصبر, وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لابن عباس: (( وأعلم أن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً )) سنن الترمذي

ذات النطاقين

وهذا موقف آخر من عطاء أسماء بنت أبي بكر وهو موقفها في الهجرة
حيث كانت تحمل الزاد والسقاء والأخبار من مكة إلى غار ثور, وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات النطاقين لأنها صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبيها يوم الهجرة من مكة إلي المدينة زاداً وسقاءً –القربة وغيرها مما يوضع فيه الماء – فلما لم تجد ما تربطها به شقت نطاقها – ما تشد به المرأة وسطها – شقين، فربطت بأحدهما المزود وبالثاني السقاء, ففازت بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدلها الله منهما نطاقين في الجنة.
لقد ضربت أسماء رضي الله عنها مثلاً حياً ونموذجاً رائعاً لتقتدي به النساء من بعدها إلى يومنا هذا ، وذلك بصبرها على شظف العيش مع زوجها، والحرص على مرضاته وطاعته، والقيام بخدمته دون تأوه أو ضجر خير قيام.
وما تركت البيت لتشتكي لأهلها زوجها الفقير، فاقد الإمكانيات والترف، ولكنه الإيمان عندما يستقر في القلب استقراراً صادقاً.
فكم من النساء تمردن على الحياة المتواضعة وغير المتواضعة مع أزواجهن, حتى سلكن طريق الشيطان لتحقيق رغباتهن الدنيوية الزائفة، فهجرن الأزواج والأولاد حتى دُمرّت الأسرة ، وصفحات الجرائد والمجلات يومياً تصور لنا هذا الواقع الأليم.
إن القناعة تضفي على النفس الرضا والسعادة والطمأنينة، وتورث صاحبها عزة فلا يقبل الهوان، ولا ركوب الحرام للاستكثار من المنافع المادية .

العطاء في علم النفس

من مفاهيم الصحة النفسية أنها قدرة الفرد على العمل ، وأن يعمل الإنسان من أجل نفسه ومن أجل الآخرين

ومن سمات الشخصية المتمتعة بالصحة النفسية أن تكون قادرة على تحمل المسئولية ، فإن الشخص الذي يستطيع أن يتحمل المسئولية هو إنسان يتمتع بقدر كبير من الصحة النفسية ، لأن من لا يتحمل المسئولية إنسان غير سوي ، والهروب من المسئولية دليل على عدم النضج الإنفعالي وأن هذا الشخص لا يتمتع بالصحة النفسية .

عطاء لكنه مختلف

يقول عبد الله بن الزبير أبن أسماء بنت أبي بكر عن أمه وخالته عائشة بنت أبي بكر: ( ما رأيتُ امرأتين قط أجود من خالتي عائشة وأمي أسماء، لكن جودهما مختلف, أما خالتي فكانت تجمع الشيء إلي الشيء، حتى إذا أجتمع عندها ما يكفي قسمته بين ذوي الحاجات، وأما أمي فكانت لا تمسك شيئاً إلى الغد )
فكانت أسماء كريمة معطاءة وسخية تبذل المال والجهد والطاقة للآخرين .

فأي الطرق تختارين ؟

عزيزتي المرأة المسلمة إن طرق العطاء والخير كثيرة فلا يفوتكِِ أن تنهلي منها ، ولا تحقِّري من المعروف شيئاً كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )) رواه مسلم .
ومن طرق العطاء والخير ما أخبرنا به الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( كل سلامي من الناس عليه صدقه كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين الاثنين صدقة . وتعين الرجل في دابته عليها أو ترفع له عليه متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذي عن الطريق صدقة )) متفق عليه .
ومن المعروف أن العطاء من جهة المرأة يتناسب مع طبيعتها التي جبلها الله عليها, ونجد هذا العطاء الفطري الطبيعي عندما تسهر المرأة الليالي بلا نوم بجوار ابنها المريض, وتتحمل المتاعب والمشاق مع زوجها، ويتحمل مشقة التربية وصعابها.

وصفة تساعدك على العطاء

وعندما سألت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم خادماً لأن يدها تعبت من طحن العجين قال لها ولزوجها:
(( مكانكما ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ فقالا: بلى, فقال: كلمات علمنيهن جبريل : تسبحان في دبر كل صلاة عشراً وتحمدان عشراً ، وتكبران عشراً ، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين ، وكبرا ثلاثاً وثلاثين ))
فقال عليّ: فوالله ما تركنهن منذ علمنيهن: وقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفير؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل الطروق ولا ليلية صفير)) رواه البخاري
هذه وصفة علىّ بن أبي طالب للاستعانة بها على أعباء المنزل واليوميات الطبيعية لكل امرأة وأيضاً لكل رجل ولكِ أن تجربي هذه الوصفة واكتشفي النتائج بنفسك .

النهي عن الشرب و الأكل واقفااً

بقلم الدكتور محمد نزار الدقر
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم زجر عن الشرب قائماً رواه مسلم .

و عن أنس وقتادة رضي الله عنه `ن النبي صلى الله عليه و سلم ” أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً ” ، قال قتادة : فقلنا فالأكل ؟ فقال : ذاك أشر و أخبث “رواه مسلم و الترمذي . و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يشربن أحدكم قائماً فمن نسي فليستقي “ رواه مسلم .
و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :” نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الشرب قائماً و عن الأكل قائماً و عن المجثمة و الجلالة و الشرب من فيّ السقاء “.
الإعجاز الطبي :
يقول الدكتور عبد الرزاق الكيلاني * أن الشرب و تناول الطعام جالساً أصح و أسلم و أهنأ و أمرأ حيث يجري ما يتناول الآكل والشارب على جدران المعدة بتؤدة و لطف . أما الشرب واقفاً فيؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قعر المعدة و يصدمها صدماً ، و إن تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة و هبوطها و ما يلي ذلك من عسر هضم . و إنما شرب النبي واقفاً لسبب اضطراري منعه من الجلوس مثل الزحام المعهود في المشاعر المقدسة ، و ليس على سبيل العادة و الدوام . كما أن الأكل ماشياً ليس من الصحة في شيء و ما عرف عند العرب و المسلمين .
و يرى الدكتور إبراهيم الراوي ** أن الإنسان في حالة الوقوف يكون متوتراً و يكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالة شديدة حتى يتمكن من السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن و الوقوف منتصباً.
و هي عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي العضلي في آن واحد مما يجعل الإنسان غير قادر للحصول على الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط الموجودة عند الطعام و الشراب ، هذه الطمأنينة يحصل عليها الإنسان في حالة الجلوس حيث تكون الجملة العصبية و العضلية في حالة من الهدوء و الاسترخاء و حيث تنشط الأحاسيس و تزداد قابلية الجهاز الهضمي لتقبل الطعام و الشراب و تمثله بشكل صحيح .
و يؤكد د. الراوي أن الطعام و الشراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف ( القيام) إلى إحداث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم المنتشرة في بطانة المعدة ، و إن هذه الإنعكاسات إذا حصلت بشكل شديد و مفاجىء فقد تؤدي إلى انطلاق شرارة النهي العصبي الخطيرة Vagal Inhibationلتوجيه ضربتها القاضية للقلب ، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموت المفاجىء .كما أن الإستمرار على عادة الأكل و الشرب واقفاً تعتبر خطيرة على سلامة جدران المعدة و إمكانية حدوث تقرحات فيها حيث يلاحظ الأطباء الشعاعيون أن قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعامية و جرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابة بالقرحة . كما أن حالة عملية التوازن أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة و محدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي و تفقد صاحبها البهجة عند تناوله الطعام و شرابه .

وأخيراً.. أنت إنسان حقيقي

لا طعم للحياة بدون مشكلات ولاقيمة لها بدون متاعب ولا أثر لها بدون منغصات تماماً كما أن النهار لا طعم له بدون ليل والفرح بدون ألم.. والنجاح بدون التضحية.. والعلا بدون السهر الحياة أكثر جمالاً وروعة في عيون المتعبين تجده يسعى ويحفى وقد أضناه التعب.. ولكن لايلبث أن يرى طفلاً يبتهج لإحسان قد قدمه له.. إلا وقد انفرجت كل أساريره وراح كل تعبه *********** والحقيقة ليست هنا الحقيقة شيء ندركه.. وننساه.. ونسعى وراءه.. ونبتعد عنه ولكن .. مامعنى أن تكون مهموماً أو حزيناً.. ؟ ما معنى أن تتألم لكلام يقوله صديق عن صديقه؟؟ أو تحزن من أجل جار فقد عزيزاً عليه؟ ما معنى أن تبكي لحادث وقع لإنسان لا تعرفه؟؟ ما معنى أن يتحرك قلبك لمأساة يعيشها إخوان لك؟؟ ما معنى كل هذه الأشياء وغيرها؟؟ معناه أن تتعب معناه أن تشقى معناه.. أن تضيف لرصيدك الخاص من المشاكل والمتاعب رصيداً جديداً معناه أنك إنسان.. تعيش الحياة طولاً وعرضاً وبكل معاني الإنسانية التي أودعها الله فيك *********** هذا هو الألم الذي يأتي على أحد من البشر.. يداهمه.. يكاد يحيله جثة خامدة جثة تتنفس.. تتحرك.. لكنها لا تشعر سوى الكآبة والانقباض ويبقى هناك تساؤل عن ماهية تصرفنا مع هذا الألم الذي يفترسنا أقابعون مطأطئوا الرأس ؟؟ مستسلمون فهالكون ؟؟ أم صامدون في وجه الريح فناجون من خضمه وإعصاره ؟؟ وهنا تكمن الروعة هكذا تكون نعمة القدرة على التألم *********** فالألم .. هو النار التي تصقلنا النار التي تجعلنا أكثر صفاءًا النار التي تحول العظم داخلنا إلى ماسٍ لامعٍ برّاق هو الأداة الغامضة التي تنبهنا إلى حقيقة أنفسنا الأداة التي تفتح عيوننا على مواضع خللنا وعيوبنا.. فنسعى جاهدين على التخلص منها الألم.. هو تلك القوة المبهمة المحركة التي تجعل عقولنا تسيطر على أنفسنا.. فتجعلنا نتراجع.. نفكّر.. نتصرّف بطريقة أخرى نقية صافية من هنا .. تنبع السعادة *********** فنحن عندما نعاني.. نتعذب.. نتألم.. نصبح أكثر نضجاً وأكثر قدرة على التحمل وأكثر عطفاً على الآخرين وأكثر تسامحاً معهم أكثر إحساساً بوطأة آلامهم وبالتالي.. أكثر إنسانية وأخيراً.. أنت بكل هذه الأشياء.. إنسان حقيقي